الذات الكردية – مقاربات فينومينولوجية نقدية

تتسم نصوص هذا الكتاب بقدرتها على استنطاق الظواهر التي يدرسها, بلغة باهرة هي نتاج جدلي لقدرة الكاتب على إذابة كل معارفه الموسوعية في إطار عقلي واحد شديد الكثافة, لا يهادن ولا يجامل.
وهي رسائل وتبلغات صادرة عن عقل تنبؤي يمثل ضمير أمة ما تزال في صور النشوء والتبلور والبحث عن هوية. فأقصى درجات القلق الأخلاقي المتشائم تأتي متزامنة مع نزعة نقدية وجودية في أرقى صورها التعبيرية المحكمة. ومن يستمع جيداً, سيدرك ان ثمة لحنا واحدا شديد الكثافة ينبعث من كل النصوص بتنويعات متباينة تؤدي غرضا واحدا في كل مرة هو إيصال القارئ إلى نشوة الكشف والتنوير والتحريض بأن قوما لا يفكرون ولا يتسانون ولا يخرجون من شرنقة الزيف والغيب والاغتراب, إنما هم ليسوا أكثر من أمة مؤجلة تبقى في طور الاحتمال والأنا السلبية التقليدية ولا تريد الولوج في عصر الحداثة والذات المتعالية الفاعلة
ويعد الكتاب أيضا مصدر سياسيا ذا رؤية إصلاحية جذرية, يمكن أن يستفيد منه المجتمع السياسي والسلطة السياسية على حد سواء في كردستان, إذ توفر تحليلاته المستفيضة والتشريحية مادة تطبيقية غنية لمأسسة الحياة السياسية والانتقال بها من الطابع العشائري/ الشمولي/ النفعي, إلى البنية التشاركية/ الديمقراطية/ المقوننة.