في الطريق إلى السويد

كيف يبدو الطريق إلى السويد؟ والطريق المقصود هنا هو الطريق الطويل المحفوف بالعذاب والمخاطر والممتدّ من مخيم اليرموك عند الطرف الجنوبي للعاصمة السورية دمشق وصولاً إلى السويد في الشمال الأوروبي. ضمن قوافل اللاجئين الذين حملتهم موجات اللجوء الكبرى التي اندفعت من سوريا نحو القارة الأوروبية، فرّت أعدادٌ لا حصر لها من اللاجئين الفلسطينيين الذين أُجبروا على مغادرة مخيماتهم في أنحاء سوريا كافّة. والعدد الأكبر من هؤلاء غادر مخيّم اليرموك، وهو التجمّع السكّاني الأكبر للفلسطينيين خارج فلسطين، والذي يُسمّى فلسطين الصغرى. إذاً، يمكن القول إن اللاجئة الفلسطينية، بطلة هذه الرواية، التي أجبرتها الحرب المستعرة في سوريا على مغادرة مخيّم اليرموك، ملجأ والديها ووطنهم الثاني بعد رحلة اللجوء الأول من فلسطين، يمكن القول إنها لاجئة مرّتين، ومعذّبة مرّات، ووريثة تاريخ طويل من اللجوء الممتدّ. تروي خولة بدر في «الطريق إلى السويد» على لسان بطلة هذه الرواية تفاصيل رحلة الوصول إلى السويد، البلد الآمن، وما تخلّل تلك الرحلة من مخاطر ومشاقّ عظيمة، بما في ذلك عبور بحر إيجة من تركيا إلى اليونان على متن قارب متهالك كاد أن يغرق بمن فيه.