حفلت المرجعيات السلفية بتشنيع المتصوّفة والصوفية مذهبا وأعلاما، وعزوها دوما إلى غير العرب من العجم؛ عن طريق الإشارة أحيانا وبصريح العبارة أخرى، والعجمة تُحيل لكلّ ما هو ليس بعربيّ، ويقصد به غالبا جمهور الإيرانيين والفرس، كما يعزون ظهور التصوّف كتيار (مارق) إلى عناصر ذات خلفية غير إسلامية، كـ “عبّاد النار” من المجوس والزرادشتيين.[1] لقد أسّست هذه الآراء لظهور تقسيمات التصوّف بحسب القوميات أو المذاهب، وهي تتداخل كذلك، فظهر التصوّف الإيراني والتصوّف الشيعي، ومن ثمّ التصوف العثمانيّ والتصوّف الكرديّ! فالتصوّف باعتباره مذهبا وتيّارا يشكّل تمايزا عن الإسلام أو دينا داخل دين عبر خطّ طقوس تنحو منحى باطنيا على عكس الإسلام الذي آثر أن يكون دينا جهريا بدءا من خطاب القرآن (فاصدع بما تؤمر) وتعزّزت نزعة الجهر بالإسلام بعد الهجرة، وخاصة بعد التفوّق الإسلامي إبّان فتح مكة، فإلى أيّ مدى يمكن أن نقسّم التصوّف أو نتناوله ككتلة واحدة، وإذا ما قسّمناه فهل لنا بالحديث عن تصوّف فارسيّ وعثمانيّ وعربيّ، وربما تصوّف كرديّ وهو موضوع دراستنا، ففي كتابه (معذّبو النور في التصوّف الكرديّ)، يطرح الباحث إبراهيم محمود هذه الإشكالية، فإنّ لم يكن التصوّف واحدا، وإن كان متأثّرا بطبيعة كلّ قوم فلم لا يكون ثمة تصوّف كرديّ أيضا!
معذبو النور في التصوف الكردي
ISBN: 9789933541224 | الكاتب: ابراهيم محمود | الناشر: دار تموز
257.90kr
[yith_wcwl_add_to_wishlist]
عالية الجودة
100% أصلي
الشحن السريع
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.