رغم الإعلانات ما بعد الحداثية، التي تُسمعنا إياها الفنون المرئية اليوم، والأدب الطليعي، بل وحتى التفكير الفلسفي، فإن نقاشنا حول الحداثة لم ينته بعد . وفي الوقت نفسه أن يكون المرء “حديثاً قطعاً”، هذا لأن القرن التاسع عشر فرض علينا رؤية جديدة حول الإنسان والعالم، وأشعرنا بمعضلة الحداثة . الحديث يرفض العبء الميت للتقليد، ويعظّم الجمال المطلق للحظة الحاضرة، لكنه يحكم على نفسه، في الوقت ذاته، بطغيان التاريخ . فلسنا حديثين إلا للحظةٍ تمهيدية، للحظة صفر في مسار الزمن الحتمي . فمن يزعم نفسه اليوم حديثاً، يعرف جيداً بأنه سيُخلي المكان لمن هو أحدث منه . الحداثة كلها تقتضي نفي نفسها . وحينما نؤسس جمال عمل فني، أو أهمية تفكير معين حول الحداثة، فإننا نسبغ عليهما القيمة الأسمى، لكننا نسجل، في الوقت نفسه، هذه القيمة في ما هو عابر، في المجاني، في اللا-قيمة .
رسام الحياة الحديثة
ISBN: 9789933381660 | الكاتب: شارل بودلير | الناشر: دار نينوى
79.90kr
عالية الجودة
100% أصلي
الشحن السريع
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.