من ابجديات العنف أن يكون هناك ضحية ومن ابجديات العدل أن يكون هناك ألف شاهد ، لذا وجب علينا أن نضع الضحية والشهود بين غلافين ، ضحايا هذه المجموعة ملطخين بدم الطائفة ومطعونين بسكين مقدس .
خمسة عشر صرخة توزعت بين مدن واسماء مختلفة اول التهم انتماء وآخرها انتماء لذا يقف الضحية غريق بدمه بين أنتمائين، وتستمر أحداث الموت المجاني ، لسنين .
ليال من الرصاص وأخرى من القلق أحاطت بنا في سنين مضت أطلق عليها سنوات الطائفية ، وكانت تشبه اسمها حقا ، كنا نحمل وقتها هويات قاتلة ، اضطر بعضنا لنسخ هويات بأسماء غير أسمائهم وطوائف لا ينتمون إليها ، محاولة للنجاة من قبضة الموت المجاني لتلك الحقبة المنصرمة من تاريخ العراق الحديث .
الكثير من ضحايا تلك الحقبة تجمدوا في ثلاجات الموتى ودفنوا بلا شاهدة قبر لأنهم مجهولي الهوية ، اكلت ملامحهم السياط ، وشربت أجسادهم الشواطئ ، رحلوا وبقي فقدانهم يهدد ضمائرنا المرتجفة.